رسالتي إليك...
أكتب إليك كي أهرب قليلا من سطوة أحزاني ومن شطحات يأسي ومن غفوات ظنوني، أكتب إليك كي أوهم نفسي بأنني قد اجتزت ما قد أُوصد بيننا من أبواب غلّقتها يد الخوف، ويد الزمن أكتب غير عابئة بأية عراقيل أُلقيت في طريق نجاتنا من براثن المجهول، نعم أعلم أنني أنا وأنت سجينان في بوتقة الواقع ، إلا أنني سألتمس عفو الواقع كي أتحرر منه لبضع آلاف من الأعوام، نعم سأتحرر من سيطرته الغاشمة على نزعاتي وثوراتي، أما أنت فابق كما أنت مكّبلا بالواقع، لم يعد يهمني أن تتحرر من سلاسله الحديدية كي أضمّك إلى عالمي الطليق، فلربما تأتي إليّ وما زلت ملطّخا بشوائبه التي أكرهها ، وأنا قد استئصلت آخر شائبة منه من دمي، لذا فلتبق بعيدا عن عالمي، وصدقني ستبقى معشوقي الأول ستبقى بالخواطر والدفاتر الخيال الأبهى والأحلى والأشهى والأنبل. وسأقولها.... نعم سأقولها فليسمعني الطير بين حنايا السماء، ولتسمعني الحمم التي تغلي في كبد الأرض ، والأشجار في الأحراش والغابات، والأسماك في أعماق المحيطات، والأجنّة في أرحام الأمهات ، وليسمعني القهر في أفئدة المطحونين والمشردين والمعذبين في الأرض، والحجارة التي تقذف الرعب في قلوب الأوغاد الجب