من أوراق الخريف..
تنهمر دمعاتك الحزينات على خدَّيّ، وتضجُّ دواخلي بأحزانك وأستسلم للشرود علّ الروح بشفافيتها ترى بعضاً من أضواء روحك الساكنة في عمق الألم.. سوط الغياب-بكلِّ ما به من غِلظةٍ ووحشية-يجلد ما تبقى مني ...من أحلامٍ ورؤىً وبعضُ جنون، تراك الروح غارقاً في صمتك،مُخدَّراً بالألم فلا تشعر باحتراق الدموع بين أهدابك سكن كلُّ ما حولك...فلا صوت إلا صوت العذاب يئنُّ بين ضلوعك ،وتأخذ مقلتيك نظراتٌ لا إرادية نحو الحياة فلا ترى إلا السراب حِيْكَتْ أثوابُهُ من خيوط اليأس ، وتوشحت به سبلُ العمر.. سيدي..ما أصعبها عليك تلك اللحظات وما أصعبها عليّ فارقك من تحب..وفارقتني وأنا أحبك ربما حاولت تعزية نفسي ببعض نسيانٍ، فذكَّرني بك الألم. الآن قد عرفت لماذا هذا الصوت النابع من ضلوعي يشتدُّ في كلِّ مساء..صوت آلامك الحزين قد سمعته عرائس الليل وهنّ يقمن بالعزف على ناياتهنَّ الشجيّة فقطعنَ العزف، ووقفنَ في صمتٍ وخشوع يشاركنني الألم بمشاعرٍ طاهرة وقلوبٍ مكلومة.. سيدي...كفكف دموعك لأجلي أتظنُّ بأنني لا أراها؟! كفكف دموعك لأجلي دعْ روحي تميس على خدّيك وتنزع عن أساريرهما الحزن وتضع على جبينك الأسمر قُبلاتِها البيضاء.. أحتا