رجائي الصفح يا أمي..
رجائي الصفح يا أمي.. فإني أكتوي همَّا ولا أدري.. متى ستعود أفراحي...لألقى البشر مُبتسِمَا على جنَّاتِ خدَّيْكِ.. فإنَّ الآه في صدري..ينوءُ بِحمْلِهَا ضلْعي تكَشِّرُ عن قَسَاوتِهَا فتكسرُ حلْمَ أجنحتي يئِنُّ البوْحُ في شَفَتي وأعلمُ أنَّ دمعاتي التي أُخْفي حرائقَهَا تمُوجُ بقَلْبِكِ الشَفَّافِ قبل الفتْكِ بالعيْنِ رجائي الصفحُ يا أمي.. فإنَّ قَوَافلَ الأحزانِ قد قَصَدتْ بَسَاتيني تُهيبُ بجُلِّ أوردتي أَنِ اصطبري فإنَّ الصبرَ مدْعاةٌ إلى الفخرِ.. وقد عُلِّمْتُ فنَّ الصمتِ في اللغةِ وما للروحِ إلا الشعرُ ينسُجُهَا..ويُطلِقُهَا من الأغلالِ والظُّلَمِ.. وقد جاءتْ ليَ البُشْرى فهاكِ رؤايَ يا أمي..لقد فسَّرْتُهَا خيرا سيرجعُ كلُّ ما قد قُدَّ من عُمُري سَتَخْضرُّ الأراضي الجُدْبُ فوق مَكَاحلَ الهُدْبِ وتأتي الفرحةُ البيْضاءُ تسقي بذْرةَ الحُبِّ ويغدو القلبُ نشْوَانَا ببَحْرِ النورِ هيْمانَا فلا نَدَمٌ على التَغْرابِ والألَمِ.. رجائي الصفحُ يا أمي.. إذا ما همَّتِ الآلامُ بالأعصَابِ تغْزوهَا وتسْقِيهَا كؤوسَ العلْقَمِ الُمُرِّ إذا ما ضنَّتِ الدنيا وأفْرَغَتِ الجوى المسْمومَ في رئَتي.. فلا تأْسي.