المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١١

الهيكل الفارغ

صورة
أتهيّبُ اللحظة القادمة..أعتصرُ خوفاً..أحاول-بيدٍ مرتعشة-أن أتحسّس ما بقي لي من أمل أسميتهُ (مشرقاً) في يومٍ ما..ولكن كيف الوصول؟! وذلك الجدار الصخري قائمٌ على صدري تحرسهُ أشباح الليل...تفغرُ أفواهها لتبتلع صمودي ،وينابيع صبري، وبراءة الحلْم الذي وسَّدتهُ شذرات الشعور وزخّات الندى، حتى أوراقي الصغيرة ومحبرتي الشاحبة المداد لم تسلمْ من رعونتها مالذي سيُشبعُ شراهة الحقد الأسود في أعماقها؟! وماذا تبقى مني كي أقدِّمهُ قرباناً لها؟! لجَّتِ الآلامُ في طغيانها...واستوجبتْ قتلي، وعاهدت قسوةَ الرعد الغشوم على تجريدي من ذاتي وإبقائي كالهيكل الفارغ لا شيء يملكهُ سوى بعض أنفاسٍ خافتة لا تقوى على مجابهة الفناء.. وعندما حاولت العينُ أن تثُجَّ الدمع رحمةً بي وبها كان الجليدُ قد غطّى حُطامي المُنهك فتحجَّرت الدمعاتُ على مشارفِ الأهداب الساكنة.. ما عدت أشعر بشئ سوى أنّني أنكمشُ وأتكوّمُ في حجرةٍ حديديّةٍ باردة، لا صوتَ أسمعهُ سوى صدى أنين خيالاتٍ وآمالٍ قابعةً تحت أنقاض صروحها المزيّفة، لا أرى إلا أطياف أقنعةِ توالت على ذاكرةٍ مُعذَّبة وطفلةً صغيرة تطلُّ من نافذة الماضي ا

ارحل متى شئت الرحيلْ..

صورة
ارحل متى شئت الرحيلْ واشططْ بخطوك كيفما شاء المسيرْ واستغنِ عن درب الشموس بحلكة الدرب الضريرْ يا من تسافر في الدماءِ وتعتلي عرش الكيانْ يا من غسلت بعطرك الأسيانِ أوردة الزمانْ وزرعت نبضك في الفؤادِ جنانَ عشقٍ خالدٍ حمَلتْه أجنحةُ السماءْ وسكبت بالأعماق أطياب النقاءْ وجعلتني أشدو بألحان الحنين فتعبر الأمداءَ نحوكَ ترتجي فجر اللقاءْ يا سيدي.. يا رحلة الصبر التي في دربها رفَّتْ رياحينُ الغدِ أتظنُّ أنّك بالرحيل ستوصد الأحلامَ والباب المعتَّقَ بالأملْ؟! ذاك الذي فتحته لي عيناك في سجف الرؤى لأرى بريقهما المُطِلْ يَنداح في صدري يُعشِّشُ في جزيئاتي ويسلبني من الذّاتِ وينفي الهدبَ عن ميناء هجعاتي فقلْ لي كيف يخبو الطيفُ في ساح المُقلْ؟! أو كيف تسلو الروحُ مسراك الخضِلْ؟! ارحلْ فما دامت نجومي تستمدُّ بقاءَها من نور طيفكَ لن تغيبْ ما دامت الأيام عاكفةً على شوق الثواني للحياة..فلن تغيبْ ما دامت الأرواح صامدةً بوجه الظلمِ تسبق شوقها نحو الشواهق...لن تغيبْ يا كلَّ أنسجة الحياة بنبضة القلب المشوقْ يا دفء أحلامي وغاية ثورة الوجد الدفوقْ