الهيكل الفارغ
أتهيّبُ اللحظة القادمة..أعتصرُ خوفاً..أحاول-بيدٍ مرتعشة-أن أتحسّس ما بقي لي من أمل أسميتهُ (مشرقاً) في يومٍ ما..ولكن كيف الوصول؟! وذلك الجدار الصخري قائمٌ على صدري تحرسهُ أشباح الليل...تفغرُ أفواهها لتبتلع صمودي ،وينابيع صبري، وبراءة الحلْم الذي وسَّدتهُ شذرات الشعور وزخّات الندى، حتى أوراقي الصغيرة ومحبرتي الشاحبة المداد لم تسلمْ من رعونتها مالذي سيُشبعُ شراهة الحقد الأسود في أعماقها؟! وماذا تبقى مني كي أقدِّمهُ قرباناً لها؟! لجَّتِ الآلامُ في طغيانها...واستوجبتْ قتلي، وعاهدت قسوةَ الرعد الغشوم على تجريدي من ذاتي وإبقائي كالهيكل الفارغ لا شيء يملكهُ سوى بعض أنفاسٍ خافتة لا تقوى على مجابهة الفناء.. وعندما حاولت العينُ أن تثُجَّ الدمع رحمةً بي وبها كان الجليدُ قد غطّى حُطامي المُنهك فتحجَّرت الدمعاتُ على مشارفِ الأهداب الساكنة.. ما عدت أشعر بشئ سوى أنّني أنكمشُ وأتكوّمُ في حجرةٍ حديديّةٍ باردة، لا صوتَ أسمعهُ سوى صدى أنين خيالاتٍ وآمالٍ قابعةً تحت أنقاض صروحها المزيّفة، لا أرى إلا أطياف أقنعةِ توالت على ذاكرةٍ مُعذَّبة وطفلةً صغيرة تطلُّ من نافذة الماضي ا