ودقت أجراسُ الرحيل..



ما عاد ينفعُ في هواك تصبُّرُ

ما عدتُ أحتملُ الرياحَ تُريقُ عمريَ في مداك...وتَفجرُ

لهبٌ يراودُ مُهجَةً سَفَكت دياجيرُ العبوسِ هُيامَها

، واستوقدت آلامَها

،وبها الحنينُ المُهْدرُ

ومضت تجذُّ بقاءكَ الأبديَّ في صدري

تزيلُ نقوشَكَ السمراءَ من رسمي ومن شعري

ومن أشيائيَ الصُغرى

ومن آماليَ الكبرى

كأضغاثٍ يباغتُهَا الصباحُ فتَعْبُرُ...

عامٌ مضى

وكأنّهُ حِقَبٌ توالَت تحملُ الشُحَّ القبيحَ ،

وتحتمي بحماقتي

تذوي لفرطِ جفافِها أشجارُ حبِّيَ..بالقَسَاوةِ تُقْهَرُ

وهي التي قد أقسمت ألا تَمُدَّ ظلالَهَا إلا إليكْ

قد كنت تصفعُ ما تبقّى من صلابتِهَا

،وتُهرقُ دمعَهَا أسفاً عليكْ

حطّمتَ أعشاشَ التسامحِ خلسةً

أزهقت دفئاً آمناً

هادنتَ خوفيَ مُجْحِفاً

كي تقتلَ التوقَ المهاجرَ في دمي

ألآن أخبرني وقلْ...

ماذا تبقّى في يديك؟!

ما عدتُ حملاً للبقاءِ بربقة الأرضِ الخواءْ

ولديك أشواقي

وأوجاعي

وأشعاري

وثوْراتي

وأحلامي

وكلُّ دقيقةٍ عشتُ الحنينَ بها...سواءْ

كيف التجلُّدُ والأمانيُ كلُّها صارت غُثاءْ؟!

وروائحُ الزمنِ الرديءِ تفوحُ من شرفاتكَ المنزوعةِ الأملِ...الضياءْ

أُوْهِمتُ أنّكَ فرحةُ العمرِ الذي عانى التوجُّسَ والعياءْ

فمضيتُ أحملُ حبّكَ المحفورَ في كبدي

أوسِّدُهُ اشتياقاتي

ألقِّنُهُ تعاليمَ الوفاءْ..

رغمَ انتوائكَ زرع أشواك القطيعةِ بيننا

وقّعتُ راضيةً على ميثاقِ حلْمٍ...

لم يكنْ إلا هُراءْ

ما كنتُ أعلمُ سيِّدي أن العطاءَ بعصرِنا

أعتى اقترافاتِ الغباءْ

أنا لستُ جسراً تصطفيهِ

لتمحوَ العهد القديمَ وتبدأ العهدَ الجديدْ..

أنا لستُ اِسماً تاه في زخمِ انطلاقكَ نحو آفاق الركودْ...

هل كنتَ تروي غُلّةَ الثأرِ العتيدةِ من دمايَ وحرقتي؟!

ألأَجلِ ماضيكَ الحزينِ تركتني

ألقى السرابَ بِقِيعَةٍ

تمتدُّ من أقصى التحيُّرِ والونى...

حتّى ارتعاشاتِ الوريدْ؟!

ما زلتَ تجهلُ يا صغيريَ أننّي

بحرٌ عصيٌّ لايهادنُ جُرحَهُ

وإنِ استبدّتْ عاصفاتُ الظلمِ تُلهبُ موجَهُ

لا تنتظرْ منهُ الحنوَّ...وإنّما

وجِّهْ سفائنَكَ الشقيَّةَ - رأفةً - نحو البعيدْ

لستَ الذي أحببْتُهُ

ما كنتَ إلا زَوْبَعَهْ

عصفتْ بكلِّ دواخلي

قصدتْ جُنُوحَ الأشرِعَهْ

وتمخَّضّتْ عنها الشجونُ

المُحْبِطَاتُ المُوجِعَهْ

أوقفتَ نبضَ مشاعرٍ

كانت بحبِّكَ مُترَعَهْ

أفرطْتَ عِقدَ موَدّتي

أين السماحُ ليجمَعَهْ؟!

لا..لم يُضِعْهُ تَعَسُّفي

بل أنتَ من قد ضيَّعَهْ

حضّرتَ كأسَ هزيمتي

لكنّني لن أجرَعَهْ

إنْ كنتَ صبراً شفّني

فاليومَ غَدرُكَ أجزَعَهْ

مالعمرُ إلا...بعضُ يومٍ قد شَقَقْنَا أضلُعَهْ

ما عدتُ أملكُ سيِّدي

منهُ المزيدَ لأدفَعَهْ

وغداً سَتَلْفِظُنا الحياةُ وتزْدرينا الأقنعَهْ

سنساومُ الزمن اتِّقاءً للخطوب المُفجِعَهْ

ويضيعُ منّا حبُّنَا

هيهاتَ أنْ نسترْجِعَهْ

أزفَتْ نهايةُ قصّةٍ

ظلّتْ لقلبيَ مدْمَعَهْ

جرسُ الرحيلِ أهَابَ بي

آنَ الأوانُ لأقرَعَهْ...


تعليقات

  1. يااااه عليك بجد مالهاش حل
    القافية السهل الممتنع
    تسلم ايدك حبيبتي

    ردحذف
  2. جرسُ الرحيلِ أهَابَ بي

    آنَ الأوانُ لأقرَعَهْ...


    الرحيل قاتل فمابالك وان يكون بإرادتنا ؟

    رائعة دائما يا ندى

    ردحذف
  3. الرقيقة كارمن..

    شكراً جزيلاً على تواجدكِ العطر
    تسلمي يا حبيبتي وربنا يوفقك في امتحاناتك

    مودتي..

    ردحذف
  4. عزيزتي فينوس..

    أحيانا نضطر للرحيل حينما نستنفذ كل الحلول
    بلا فائدة

    تسعديني بزياراتك الجميلة دائماً يا فينوس

    ..مودتي

    ردحذف
  5. ليست الروعه التي تملئ كتاباتك بجديده عليكي ياندى
    ولكني اجد كتاباتك الاخيرة تملؤها الحزن والشجن

    ردحذف
  6. أسماء وحشتيني جدا..ومبروك عليكي المدونة الجديدة
    انا سعيدة جدا يالمفاجأة الجميلة دي..
    أما عن الحزن والشجن
    فلا حياة بدون حزن..ولا شعر بدون حزن
    سلمت زيارتكِ الجميلة عزيزتي

    مودتي وخالص التحية..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)