نظرة جديدة للحياة...



Meditation


تغيرت نظرتي للحياة كُليّةً..وتغيرتُ أنا معها لأشهدَ ميلاداً جديداً لحياتي التي وضعتها في يومٍ من الأيام رهنَ بِضعة أحلامٍ سخيفة..جعلتني تائهةً وسط ضباب لا ينقشع
إن الحُلمَ الخائن يُقنعُ من أدمنَ مُشاهدة عروض السيرك أن بإمكانه السير على حبلٍ مربوطٍ بين قمتي جبلين بدون أن يسقط..ويجدُ نفسَه مدفوعاً بقوة نحو تجربةٍ حمقاء حتماً ستُودي بحياته..
حينما يتزايدُ بريقُ حلمٍ ما في أعيننا يحجبُ عنها رؤيةَ الواقع..والواقعُ هو الأسباب والإمكانيات التي نملكها ولغة العقل والمنطق التي يرفضها الحلم بالتأكيد..هذه الكلمات ليست دعوةً لرفض الحلم ولكنها دعوةٌ لرفض عدم منطقية الحلم..علينا أن نحلم بواقعيةٍ أكثر..ونتعايش مع واقعنا بحبٍّ وأمل في تغييره للأفضل بدون أن نتجاوزَ حدودَ المعقول..كي لا نسقط كما سقط صاحبُنا مدمن عروض السيرك..يجبُ أن نتعلمَ كيف نرضى عن أنفسنا وعن حياتنا وأن نتفاءلَ بهذا الرضا..
كم من الأحلام جعلتنا نرى التافهَ عظيماً والسخيف رائعاً ذلك لأنها تُفقدنا القدرة على التمييز فنعطي في سبيل تحقيقها قيمةً لمن لا قيمةَ له..نكونُ كمن يُحاولُ ان يتفنن في رسم لوحةٍ بديعة لبعوضة..مهما بلغت دقة الرسم فهي بعوضة يتقزّزُ منها الكثيرون...
قبل أن نحلم علينا أن نُسائلَ انفسنا بمن وبماذا سنحلم ولمن ولماذا سنحلم؟!
فحياتُنا أرفعُ وأغلى من أن نُراهنَ عليها..وقد كان ذلكَ سببُ تغيير اسم مدونتي من (أحلام الندى) إلى (ندى الحياة)
قد وجدتُ الأخير أجمل وأعمق وأقرب إلى الواقع..إلى الحياة..فربما كانت الأحلام كوابيسَ مُزعجة لا تُحتمل
ما أجمل أن تُصبحَ نظرتُنا للحياة أكثر نُضجاً كي نُميزَ بين ما يجب أن نفردَ لهُ مَساحةً من عمرنا وبين ما لا يجبُ التفكيرُ فيه لحظةً واحدة..بين من يستحق أن يبقى في حياتنا وبين من يجب أن يُطردَ بعيداُ غير مأسوفٍ عليه..بين حُلمٍ قد يفتحُ لنا أبواب السعادة وحُلمٍ قد يُثقلُ حياتَنا بالهمومِ والأوجاع
مازالتِ الحياةُ جميلة وتستحقٌّ أن نحياها في سلام وطُمأنينة
مازالتِ الشمسُ تُشرق والعصافيرُ تُزقزق والبحرُ والرياحُ يمزحانِ معاً فتارةً مزاحُهما وديعٌ هاديء وتارةً ثقيلٌ شرس..
مازالت الأيامُ تتعاقب...ومازلنا نتنفس...إذن علينا نسيان الماضي وترك المستقبل لله وحده ونعيش فقط لحظتنا التي بين أيدينا..

مازال الشعرُ يتثاءبُ داخل مِحبرتي ويتوارى من قلمي..لا أدري حقيقةً من منا يجبُ أن يخجل من الآخر؟!!


نبضةٌ مني..

أُراهنُ أنّ موتاً ما سيأتي كي يعودَ النبضُ للأحناءْ
فَعينُ الروحِ حين يَضمُّها حِضنُ المواتِ تُميِّزُ الأشياءْ

ندى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)