تمتمات على شفاه القلب..




تميلُ رأسي على كتفك..وقمرٌ في سماء الحلم قارب الإكتمال..وشعورٌ بيننا قاربَ اللا مُنتهى
كنورسةٍ عطشى لأغنية البحر ترتوي من أزرق أمنياتك
كطفلةٍ اشتاقت التَسَكُّع على أرصفة الخيال أخذتها نظرتُكَ إلى مشارف السِّحر
ككتلةٍ من التعب-بعد سفر اللارجوع-أعدتها لموطنها
..فغَسَلَت أوجاع الضياع بماء حنينك
أخشى عليّ من قلبٍ يَرتعشُ شوقاً أمام عينيك..يتمنى لو يغفو بحضنكَ..يتنفسُ عطركَ، وتَتناوبُ عليه أحلامُ الياسمين
بيضاء..
صافية..
هادئة..
كصفحة روحك
ولم أخشى؟!! ومِمّا أخشى؟!!
وأنتَ واحةٌ يُزرعُ فيها الأمل ويُجنى منها الأمان وتُعشّشُ على أغصانها الرحمة
..على كتفك تنصهرُ عصورُ الجليد الأولى وترحلُ عصورُ الحزن الوسطى وتُمحى تواريخ الدموع من دفاتري ماعدا دمعتيِّ حب إحداهما في مُقلتيّ والأخرى في مُقلتيك دعهما يهبطان في سلام..يا حاضري الأبهى ويا غدي الأندى
يا رجلاً لا أدري إن كان زمانُهُ ليس كزمانِنا
أو أنّ زمانَهُ نسيهُ في زماننا كي ألتقيه..
هنا على شاطئ ابتساماتك يتمايلُ نسيمُ صوتك الشاعر وتتدافعُ أمواجُ حنانِكَ وبَراءتِك
  فتحطِّم صخوراً من قسوة الأيام وتبلُّد البشر
،وتضطجعُ بعدها سفائنُ الورد على فُرشِ النجوم..
يا شاعراً لم يقربِ الورقة ولم يمس القلم..ولم تراقصْهُ جِنيَّاتُ الشعر على سواحلِ البوح
أينَ هُمُ الشعراءُ منك؟!
ألم يدروا أن التفاتَتَكَ قصيدة
ونظرتَكَ قصيدة
وهمستَكَ قصيدة
وضحكتكَ قصيدة
ودموعَكَ قصيدة
ألم يدروا أنك حين تُغازلني تتحدى كل تشبيهاتهم واستعاراتهم وكناياتهم..فلا يسع القصيد في شفتي إلا الصمت
قبلكَ كانت الحروفُ تُرصف ويُفرد لها البياض مُشفقاً على نفسه من سَواد حبرها..حتى ثار عليها فنادى بإسقاط السواد
..فأُسقط على يديك، وانتصر فجرُ جبينكَ على ظُلمة اليأس في صدري..
حررتني!!
حرّرتَ الحرف والورقة
حرّرتَ القلبَ والشعورَ والوجدان
..رددتَ إلىّ نفسي وعُدتَ مُنتصراً شامخاً كأعلام (المَيْدان)
يا أيها الوطن..خُذني إليك
اشتقتُ كثيراً إليك
أشتاقك منذ كنتُ أتهجى قصص الأطفال وأحلم بكَ أميراً على جواده الأبيض لهُ ملكُ بلاد الأحلام..
أشتاقكَ منذ بدأت الأنثى داخلي تحبو على جسور الحياة
الآنَ فقط علمتُ أني كنت أختزنكَ في أعمق أعماقي حيث بقعة الضوء التي حجبها عني ركام الأيام، ووجهكَ تلك النجمة البعيدة..الفريدة التي اختبأَت خلف غيمات الطُرق..
فلِمَ أقفرت شوارعُ (المدينة) منكَ حين كانت تضِجُّ بالعابرين!!
وغدر البحرُ بنا وهو صديقُنا الصدوق
فلم يُقرِّب الخُطا..حينما كنا نذهبُ إليه محمّليْن بأوجاعنا لنلقيَها وسط أمواجه..
لمَ لم يشعر باحتياجنا..بلوعتنا..بآلامنا؟!
غدرَ البحر..وغَدر الطريق
فليس من حقي أن أُعاتبك وأسألك
لمَ تأخرتَ عليّ؟!
وأنتَ أيضاً لا تُعاتبْ..
فلنتصالحْ..ونُصالح زمَانَنا..وننسى أننا كنا....وكنا....وكنا...
ونحيا فقط لأجل ما هو كائن..فنصافحُ كفّ القمر ونركض مع الأمنيات حتى تُداعبَ وجهينا جدائلُ الشمس..
وتُفتحَ لنا بوابات الصباح وقد أُسدلت عليها عناقيدُ الفاوانيا واللوتس ..وتُعلن العصافيرُ بدء عصرٍ جديد للحب لا يعرفُ الحزن أو الخوف..
لا يعرف تلك الوجوه الداكنة التي شحّت دماءُ عروقِها..فاستعذبت قتل الابتسامة على شفاهنا ذات يوم

والآن..دع رأسي تَمِل على كتفك في دِعَةٍ وسلاااااام


ندى
11/7/2012

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)