نداءُ شاعرة




يا شِعرُ أسفرْ أراكَ اليومَ مُحتجِبا
جفّت دَواتي ولا أدري لها سَبَبا


قد كنتَ ترقبُ في الطّخواءِ قافلتي
تعدو كصبوةِ ريحٍ تقتفي الأرَبا


ترتاحُ في كَنَفي..والليلُ ثالثُنا
أَبُثُّكَ الخاطرَ المَكْدودَ والرّهبَا


تنداحُ في أُفُقي أعطارَ ليلَكةٍ
يَندى لرقَتِّها ماكان مُلتَهِبا


أَشكو..فأبرأُ حين الحرفُ يهتِفُ بي
تَعاليَ الآنَ إنّ البوحَ قد غلَبا


كنا حبيبيْنِ لا عُذراً يُفَرِّقُنا
والفنُّ يرقى بنا كي نلمِسَ السُّحُبا


والفكرُ تجربةُ الأيّامِ تصنَعُهُ
يَخُطُّهُ القلمُ المَصْقولُ إنْ وَثَبا


فمالكَ اليوم قد أصرمتَ مُرتَحِلاً
لا أَوبَةً تُرجِعُ العهدَ الذي ذهَبا!!


قد كنتَ في ألَمي ظلّاً يُصاحبُني
والآنَ تَهجُرُني..والحزنُ قد غَرُبا!!


أحتاجُ رفقتكَ الغيْناءَ في دِعَتي
تشي بما في مُحيط الروح قد سَرَبا


فالدربُ أبصَرَ في المرآةِ بُغيَتَهُ
وانجابَ وهمٌ..رَعَاهُ القَلْبُ مُرتَعِبا


واجْتُثَّ جمرُ الغيُومِ السُّودِ من زمني
وارتاحَ جفنٌ- بوادي الدمع- كم سَكَبا


فاكتبنيَ الآنَ تَوْشيحاً وأغنيَةً
للحُبِّ...للنورِ...للبِّ الذي اختَلَبا


للسِّحر.. للفجر..للأمطار تغسِلُني
من وطأةِ الصيفِ والرَملِ الذي نَشِبا


واعبرْ بيَ الشَّاهقاتِ المُلهِماتِ رؤىً
جُوريَّةَ اللحنِ يغري لحنُها الطرَبا


خذني إلى كوكبٍ تعتاش فيهِ روا
فِدُ الخيالِ الذي..في الأرضِ قد نَضِبا


فقد سئمت مَفازاتٍ مُراوِغَةً
الصبر فيها متَاعٌ قاربَ العطَبا


يا شعرُ أفرغْ جنوناً منكَ يدفَعُني
نحو المآتيْ فإنّ الماضيَ احتُطِبَا


 فَرُبّ ماضيَةٍ عايشتَها كَلِفاً
وربّ قادمةٍ تُغوي بكَ العَجبَا


ندى
14/10/2012

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)