تخاريف آخر الليل...(1)



بقلمٍ مرتعشٍ ينثرُ حروفاً تائهةً عن المعنى..كتبت رسالة إلى «الحقيقة» أخبرها فيها أن «الكذب» لم يترك شبراً على الأرض إلا وخلّفَ بذوره الخبيثةَ فيه..وأنّ أشجاره السوداء ستملأ الشوارع ، وتمتدُّ فروعها الشائكة إلى الشرفات..وختمت رسالتي بقولي «إن لم تستطيعي أن تظهري وتُطهري الأرض من هذا العفن..فعلى الأقل أرسلي لنا النيّة فنتشبث بها..لحين ظهورك»
نسخت من الرسالة آلاف النسخ ،وهرعت لإرسالها بشتّى الطرق..
البعض ألقيت به إلى الرياح ،والبعض دسستهُ تحت التراب ،وبعضٌ آخر وضعته في قنينات أسلمتها للأمواج ،وآخر علّقته في أرجل الطيور..وحين نفذت قواي وخمُد جَلَدي ألقيت البقية على أبواب البيوت ونوافذها..
سنواتٌ تجرُّ سنواتٍ وأنا مازلت في انتظار الرد..ولا ردّ يأتي!!
واليأس يكاد يقذف بي إلى الجنون..ولكني لا أريد أن أفعل كما فعل الكثيرون ،حينما اضطروا لتصديق الكذب..حتى أنهم تعلّموا كيف يكذبون الكذبَ ويصدِّقونه!
 
 ندى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..