تخاريف آخر الليل...(7)
حمامتان...أُولاهما تُحلِّق في السماء لا تدري بأي أرضٍ
سترسو أحلامُها...هاربةٌ من الأيام..لا تلتفتُ وراءها..لا تهتم بمن تركت عند حقل
السنابل..!!!
وحقل السنابل لم تصلهُ المياه منذ عامين أو ثلاث ،فلم تعد
تذكر الثانية منذ متى لم يصل الماءُ لحقلها...
وحدها بقيت بين أعراش السنابل الذابلة..تضرب بجناحيها
الأرض علّ الماءَ يندفقُ من جديد..
مازالت الأولى تعلو في السماء بغير هدى..تستجدي بشاشة
الزمن..ترسم عيوناً لامعة على وجه النهار..إلى اللاشيء تعدو..ومن اللاشيء صنعت
خرافة حريتها ،حرية الهيكل..وسجن الذات...!!!
والثانية أمام عجزها المأساوي طافحةٌ بالأمل..
ذات يوم أنبأها الغرابُ العجوز أنه تُوجد عينُ ماء تحت
الأرض بالقرب من حقلها..لكنّ الوصول إليه يتطلّبُ المزيد من التعب..المزيد من الصبر...أي
المزيد من العمر..!!!
الأولى كلما وطأت أرضاً جديدة لتكون بداية الطريق
لأحلامها...زهدتها على عجل ،وتركتها بحثاً عن غيرها كما فعلت بحقل السنابل..وكأنّما
الأيام التي هربت منها ذات يوم قدّرت عليها أن تبقى دائماً بلا وطن...!!!
الأولى لم تهتدِ لوطنٍ بديل...
،والثانية لم تتحقق على يدها نبوءة الماء بعد...
،والسنابلُ قد ماتت....
تُرى
هل يلتقيان من جديد؟!! وإن التقيا هل تعود السنابلُ للحياة ؟!!!
ندى
3.10.2014
تعليقات
إرسال تعليق