تخاريف آخر الليل...(8)



يُريدكِ غبيّةً..عاجزةً..مريضةً بالإحتياج الدائم إليه..ليبقى أمامكِ ذلك الحرمَ المقدّس الذي تسعين لنيل بركاتِه ،وإقامة صلوات التفخيم والمدح في بهوِهِ الرفيع..
يسعى دائماً لقطع أواصر الصلة بينكِ وبينَ كلِّ ماهو خارجَ مملكتِه حتى وإن كانت أضيقَ من سمِّ الخِياط..
لا تقرأي أمامه كتاباً ،ولا تتَرنمي بأشعاركِ في حضرتِه..أحرقي كلّ مُجلّداتكِ ،فهي ليست عنده بأهميّةِ فساتينكِ الحمراء،والخضراء،والصفراء و...و...و...ولا تطلبي منه الأمل ..فهو الأمل ،وهو الطريق والحياة والوجود والنعمةُ الكُبرى، والمَنُّ الأعظم...
حنانُ الملائكِ في لمساتِهِ..راحةُ القلبِ تحت قدميه..لون السعادة في عينيه..عطورُ باريس في أنفاسه ،وحكمةُ الحياة في عقلِهِ..فلا تطلبي أكثرَ واخضعي!!
أنتِ أنثى حساسةٌ..ناعمة..لم تُخلقي لصعود الجبال ،واستكشاف الصحاري ،ورؤية العالم من فوق أحد الغيمات..يكفيكِ عزيزتي إبداعكِ في (طبقِ اليوم) المُفضّلِ لديه..
وليس لكِ إذن حَقُّ طلب القيادة في حياتكِ بين الحين والآخر طالما تترفّهين معه بركوب الهوادج..ويُسارُ بكِ إلى حيث يريدُ هو السير..
عزيزتي..إن كان بحياتكِ هذا الكائنُ الأسطوريُّ الرائعُ فهنيئاً لكِ..
فقد منحكِ تذكرة دخول مهرجانات العقد النفسيّة والأمراض العصبيّة..مجاناً...!!

ندى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..