تخاريف آخر الليل...(10)



اتركوني وصمتي...لا تطلبوا من الكلام...فثرثراتُكم جوفاء ،وأنا بقرب نافذتي..أحشدُ الجمال حول روحيَ الظمأى ،وأغرق في اللامرئيات
عيني لاتراكم!!
ترى حوريات البحر الصغيرة يرقصن بأذيالهن في الماء..ويدرن في مرح حول قصرهن الذي ارتفعت قبابُهُ المرجانيّة عن السطح..فتُحَلِّقُ حوله النوارُس المُهاجرة
،وعلى الشاطئ..يَصطَفُّ النخيل في شُموخِهِ القُدُسيّ..ويتحدثُ في وقارٍ ولُطف إلى الرياح الغاضبة..فيصيبُها الحرج وتهدأ...!
السماء ترمق البحرَ بنظرتها الحانية...وتعانقهُ عندما تبدأ الشمسُ في إغماض جفونِها...فيتضاحكُ السحابُ خَجَلاً
،وعلى الصخور الممتدة جلست (ماعت) ترتِّلُ أناشيد العدل والسلام...لذا أخفِضوا قهقهاتِكم المُزعجة قليلاً ،وأنا سأكتفي بابتسامةٍ بلاستيكيّة أمنحها إيّاكم...فجسدي مُكبّلٌ معكم...ربما...لكنّ روحي سافرت للبعيد ،وقلبي مازال يُنشدُ مع (ماعت)...
رحلت (ماعت) ،وعادت الحورياتُ لقصرِهِنّ...لكنّ القمرَ ابتسم لي..وألقى إليّ بباقة ورد..مازال عطرُها غائباً في أحنائي ،ووعدني بأن (شهرزاد) ستحكي قصتي في ليلتها القادمة...
أما أنتم..ألن تصمتوا قليلاً ؟! وترفعوا تلك الستائر الثقيلة عن خيالاتكم الصَدِئَة...دعوا النورَ يتخللْ أرواحَكم..ربما تشعرون أنكم مازلتم أحياء....!

ندى
 30-12-2014


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..