المشاركات

عرض المشاركات من 2021

إنكسار

صورة
  تتعثر أغنيات الشمس على مداخل كهوفنا المعتمة كلما خفق الضوء خفقة التجلِّي تصايح في بطن الكهف أشباح الموات..! يبكي الضوء.. كرضيعٍ يتلمّسُ أولى قبُلات الحياة فتصيرُ الحياة كهفًا عدميًّا ويصير الرضيعُ نبتةً في العراء..! يعمى الضوء.. وتبهتُ الرؤى فتصيرُ الشجرة كومة حطبٍ والبحر مقبرةً و الأرض حفنة غبار و الأنثى جسدًا ملعونًا ملطّخاً بالخطيئة وبقع الدماء... يتراجع الضوء في انكسار ويلملم خيوطه الساخطة فقد توارت الأغنيات خلف الأفق وهدأت الأشباح في بطن الكهف !! ندى نصر

الخروج من كهف أفلاطون

صورة
  عندما كنت طفلة صغيرة كنت أتصور أن من مسببات السعادة أن أمتلك أكبر عدد من عرائس ( باربي ) ،وأن أصبح إحدى طالبات مدرسة اللغات الراقية التي كانت ترتادها جارتي التي في مثل سني تقريباً وأتحدث مثلها بالفرنسية..وألا أذهب مرة أخرى لمدرستي الحكومية الفقيرة البائسة التي لا يُوجد داخلها إلا كل ما يتنافى مع حقوق الطفل وآدميته..وأن أمتلك مكتبة وفيرة من قصص ومجلات الأطفال...هكذا كانت طموحاتي الطفولية البريئة..ولكنني أفقت على واقع حدد لي سقف طموحاتي وأجبرني على التخلي عنها ،وهو أنني طفلة لأسرة مغتربة في بقعة صحراوية حدودية تقع بين المملكة واليمن..تقع على هامش العالم والحضارة والحياة..بيئة صحراوية جرداء لا تصلح إلا لمواطنيها الأصليين الذين اعتادوا على قساوتها ودرجات حراراتها المرتفعة وافتقارها لأبسط مقومات الحياة الكريمة..اضطرت أسرتي للعيش هناك طيلة اثني عشر عاماً قضيت منهم عامين في مصر بعيداً عن أسرتي وعدت معها مرة أخرى..كنت أتساءل لماذا يتحمل أبي وأمي كل هذا الشقاء؟! لماذا ضحوا بأجمل سنوات شبابهما في هذا المكان الموحش؟! ولماذا بلدنا قاسية على أولادها هكذا وتضطرهم للغربة والشقاء والشتات من أجل لقم