آلموت والحشاش




وقعت في يدي رواية ( الحشاش ) لمحمود أمين وبرغم عدم حماستي لقراءة الرواية المصرية الحديثة لكن عنوان الرواية استفزني وقرأتها بدافع الفضول كونها تتحدث عن حركة الحشاشين الإسماعيلية..أنهيتها في يومين ووجدت أن الرواية ليست أكثر من مجرد فيلم عربي ساذج..شخصياتها رُسمت بسطحية شديدة وأحداثها غير مترابطة وتفتقر للمنطقية ونهايتها غير محبوكة..فضلاً عن الحوارات الرومانسية المطولة ،باختصار الرواية تحمل عنواناً أكبر بكثير من محتواها الرديء..ميزتها الوحيدة أنها جعلتني أبحث في تاريخ الحشاشين وقلعة آلموت التي كانت مقراً لهم في إيران..لأعثر بالمصادفة على رواية (آلموت) لفلاديمير بارتول ،وفوجئت بأن رواية الحشاش ماهي إلا نسخ رديء من ( آلموت) نفس الشخصيات تقريباً مع تغيير في الأسماء مع الاحتفاظ بشخصية الحسن بن الصباح كما هي كشخصية محورية في الروايتين ،ومع الفارق بأن شخصيات ( آلموت) رُسمت أبعادها النفسية المعقدة بحرفية عالية..فضلاً عن الجانب الفلسفي العميق في الرواية وحبكتها القوية ونهايتها غير المتوقعة..إنها رواية بحق صُنعت للتاريخ!! لا أنكر أن (آلموت) مترهلة بعض الشيء وربما أصابت بعض القراء بالملل ولكننا بصدد ملحمة أسطورية والتطويل سمة من سمات الملاحم. بارتول أبدع أسطورته استناداً على وقائع تاريخية..لكنها رواية اعتمدت على خيال المؤلف وذلك باعترافه ،وهذا لا يشفع لمحمود أمين استنساخه الفج لآلموت !! 

 ندى

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..