أساور الملكة حتب حرس

 

اكتُشفت مقبرة الملكة "حتب حرس" في عام 1929 بالجيزة ،وهي زوجة الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة في مصرالقديمة ( حكم في الفترة 2575–2551 ق.م) وأم الملك "خوفو" الذي أمر ببناء الهرم الأكبر ،(حكم في الفترة 2551–2528 ق.م) ،وكان من ضمن محتويات المقبرة صندوقٌ خشبي يحتوي على أساور فضيّة خاصة بالملكة مُتراصة بشكلٍ أنيق ومنقوش على الأساور فراشات زاهية الألوان ،لم تخضع تلك الأساور لأية دراسات فترة طويلة من الزمن ،وأخيرًا قرر فريقٌ من علماء الآثار إعادة فحص الأساور مستخدمين أحدث التقنيات العلمية في محاولة لإيجاد أجوبة على تساؤلاتهم حول تلك الأساور وبالأخص: من أين أتى عنصر الفضة المستخدم في صناعتها؟


 في الماضي كان يُعتقد أن الفضة المصرية تأتي  من سبائك الإلكتروم  التي كان يتم استخراجها في مصر ، والإلكتروم عبارة عن سبيكة طبيعية من الذهب والفضة مع كميات ضئيلة من النحاس والمعادن الأخرى.  

ولم تمتلك مصر أي مصدر من مصادر استخراج الفضة النقية  بعكس الذهب الذي كان مُتواجدًا في مصر بكثرة ،فالمقابر المصرية القديمة امتلأت بالمصوغات والحلي والأقنعة الذهبية ولكن قلّما وُجدت نظيرتها من الفضة ،والدراسة الأخيرة أظهرت أن الأساور من الفضة الخالصة وقد رجحت مصدرين لهذه الفضة إما من "سيكلاديس" وهي مجموعة جزر يونانية تقع في بحر إيجة أو من مناجم مدينة "لافريو" اليونانية  .


تقول عالمة الآثار الأسترالية "كارين سُووَادا" Karin Sowada : لقد تغيرت وجهات نظرنا حول ما كان مُعتقد قبل ذلك أن الإتصال ما بين المملكة المصرية القديمة واليونان غير ممكن ، ويمكننا القول الآن أن تِبعًا لأصول الفضة المُستخدمة أن ثمة شبكة تبادل تجاري مخفية ما بين مصر واليونان في ذلك العصر القديم عبر شرق البحر الأبيض المتوسط.


ندى نصر

نقلًا عن مجلة   Archaeology "a publication of archaeological institute of America" 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..