القطعة الجدارية بركة في الحديقة


لوحة بركة في الحديقة هي جزء من رسم جداري في مقبرة "نب آمون" الذي كان موظفًا في عهد الأسرة الثامنة عشر ،كان كاتبًا رسميًّا من رتبة متوسطة ومسؤولًا عن الحبوب في مجمع المعابد في طيبة ،وقد عاش حوالي عام 1350 ق.م ،اكتُشفت مقبرتُه عام 1820 م ،ومع ذلك لا يملك المؤرخون أي سجل لموقع المقبرة الأصلي ؛وهذا لأن مكتشفها هو لص قبور يوناني يُدعى "جيوفاني داثاناسي" ،وقد قام باستخراج القطع الجدارية من المقبرة ثم نقلَها عبر أحد هواة جمع التحف إلى المتحف البريطاني ،وفي عام 1835 اختلف داثاناسي مع أمناء المتحف على أمور مالية ورفض الكشف عن الموقع الدقيق للمقبرة والتي كل ما يُعرف عنها أنها تقع على الضفة الغربية لنهر النيل في طيبة القديمة (الأقصر حاليًا).
ونعود إلى القطعة الجدارية "بركة في الحديقة" فنرى أنها تصور بركة مستطيلة الشكل مليئة بأسماك البلطي والطيور وأزهار اللوتس ،وينمو على حافة البركة نبات البردي ،وتُحيط بالبركة أشجار النخيل والجميز وأشجار اليربوح أو اللفاح ،وبعض الشجيرات الأخرى 
،نلاحظ أن المشهد يُمثِّل نظرة علوية أو كما يُسمّى الآن (منظور عين الطائر) ،واجتهد الفنان المصري القديم في إظهار النسب والأبعاد لإضفاء العمق على اللوحة.
نرى في أعلى يمين اللوحة الإلهة حتحور وهي تجمع فواكه الحديقة في سلال وتمنح الماء في آنية الفخار في دلالة على أنها منحت نعمة الحماية والسعادة لـ "نب آمون" صاحب المقبرة في الحياة الأخرى ، وجديرٌ بالذكر أن شجرة الجميز كانت مُقدسة لدى المصريين القدماء وكانت تُعتبر رمزًا للحياة ،والحديقة بأكملها هي رمز للجنة في   الحياة الأخرى التي سيحياها "نب آمون" مُنعّمًا بنعم الإلهة حتحور من أسماكٍ وطيور وفواكه وحديقة مُثمرة غنّاء.
وهنا يُعبِّر الفنان المصري القديم عن مُعتقداته حول الحياة الأخروية بحرفة فنيّة مُدهشة بالنسبة لعصره ،نجده يمزج الألوان لجعل  المشهد أكثر واقعية فيستخدم الأزرق النيلي بدرجاته المُختلفة والبني الممزوج بالأصفر ليصف النعيم والرخاء اللذان ينتظران "نب 
.آمون" في الحياة الأخرى

"مشهد صيد الطيور من المقبرة المفقودة لـ "نب آمون

:المصادر

1001 paintings you must see before you die :كتاب
McKie, Robin (4 January 2009). "Robin McKie on the mystery of ancient Egypt's Nebamun panels". the Guardian. 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..