معبد خنوم في إسنا

 خمس سنوات من الترميم لمعبد خنوم في إسنا تكشف عن الأبراج السماوية ،تم تنظيف معبد إسنا من الأوساخ التي تجمعت على مدى قرون عديدة ،مما سمح للنقوش النابضة بالحياة لسماء الليل وعجائبها بالتألق.



يعود تاريخ معبد خنوم بإسنا إلى أكثر من ألفي عام،   ويعتقد أن بناء المعبد قد بدأ في عهد الملك بطليموس السادس في حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، ولكن تم الانتهاء منه وتوسيعه على مدى عدة قرون امتدت إلى العصرين البطلمي والروماني.


كانت مدينة إسنا المعروفة في العصور القديمة باسم لاتوبوليس - وهذه هي التسمية اليونانية التي أطلقها عليها اليونانيون ومعناها "مدينة الأسماك" نسبة إلى سمكة "البياض النيلي" التي تتواجد بكثرة في نهر النيل -  مخصصة لعبادة خنوم، الإله ذو رأس الكبش المرتبط بالخلق والخصوبة والفيضان السنوي لنهر النيل ،وحسب المعتقد المصري القديم فإن "خنوم" هو خالق الجنس البشري حيث قام بتشكيلهم من الطين على عجلة الخزاف الخاصة به ،وعلى هذا النحو كان المعبد بمثابة مركز لطقوس تكريم خنوم ودوره في خلق الحياة وتجديدها.

وقد خضع المعبد طوال تاريخه للعديد من التجديدات والإضافات، حيث ترك كل حاكم بصمته على هذا الموقع المقدس  وقد ساهم الملوك البطالمة وخاصة بطليموس الثامن وبطليموس الثاني عشر بشكل كبير في توسيع المعبد وزخرفته، حيث زُيّنت جدرانه بالنقوش النابضة بالحياة.



في مصر القديمة يبدأ العام الجديد بفيضان نهر النيل ،ويتم الاحتفال به من خلال عيد يعرف باسم "ويبت-رينبت" وترجمته الحرفية"افتتاح العام".
  ويتزامن فيضان النيل مع عودة ظهور النجم سيريوس (الشعرى اليمانية) والذي تجسده الإلهة سوثيس (سوبدت) ،وفي شهر يوليو يراقب الكهنة عودة النجم إلى الظهور بعد غياب دام 70 يومًا عن الأنظار ،تبشرعودة النجم بالفيضان القادم وإعادة ضبط التقويم لعام جديد. 
ويظهر هذا جليًّا في نقوش معبد إسنا ،وكون المعبد قريب من نهر النيل فإن ذلك يفسر فكرة النقوش التي ظهرت واضحة بعد عملية الترميم.
 كان المصريون القدماء يحتفلون بعيد ويبت-رينبت ،وبعد مائة يوم، وبفضل الإلهة أنوكيت - التي تجسدت أيضًا في النقش المكتشف حديثًا - تنحسر مياه النيل أخيرًا.
 ومع ترميم هذا العمل الفني والنقوش الأخرى، ينضم معبد إسنا إلى معبد حتحور في دندرة باعتبارهما المعبدين اللذين يتمتعان بأفضل الأسقف الفلكية الموجودة في مصر. 


نقش العام الجديد من معبد إسنا يصور الفيضان السنوي لنهر النيل ،تشير الآلهة أوريون (يسار)، وسوثيس أو سوبدت (في الوسط)، وأنوكيت (يمين) إلى صعود وهبوط فيضان النيل، بينما تبتلع فوقهم إلهة السماء نوت شمس المساء.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

الإلهة المصرية "ماعت"

القطعة الجدارية بركة في الحديقة