شعر بعد منتصف الليل ٣




 من العبث أن تتصور الموت 

حفنةٌ من الدود 

تقتات على جسدك المعطوب

خلف بوابات القبور

،أو تتصور أنه سرب أسماكٍ 

أو طيورٍ..تنزع أشلاءك القابعة

في عمق بحرٍ 

،أو في سفح جبل !

أو أنه أنفاسك الثقيلة المُوجعة

وأنت ملقىً على سريرٍ باردٍ

حتى تصمت تلك العضلة المنهوكة

إلى الأبد...

الموت...

هو هؤلاء الذين يأكلون لحمك 

على موائدهم..

ويحتسون دمك كقهوة الصباح

ويمدون أياديهم لك

وخناجرهم تترصّد ظهرك

،وأنت مُخدّرٌ بحشيشهم

وأفيونهم

وهلوساتهم

،وأشباح خرافاتهم

،وصدى صيحاتهم

"نحن وكلاء الرب"

،"وسفراء الجنة"

،"وسماسرة الإيمان"

وليس لك إلا أن تؤمن...وتخاف!!

أما أنا ما عدت أخاف...

حررت وجودي

كما تتحرر الحروف 

من سطوة التفاعيل والقوافي

والزحافات والعلل 

،ضربت بحور الشعر بعصاتي

ورقصت بين الطوديْن

ثم عبرت إلى وطني بلا رجعة !!

أنا ابنة أرضٍ لم تحترف الكلام

بل احترفت أن تهب طمي نيلها للخلود

أردت المعرفة..

أن أعرف من أكون؟!

ولماذا أكون؟!

وماذا كنت؟!

وماذا...إذا لم أكن ؟!


#ندى_نصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

الإلهة المصرية "ماعت"

القطعة الجدارية بركة في الحديقة