تخاريف آخر الليل...(6)


كالغريبِ الذي ينتظر على مرفأ العودة..
قليلةٌ هي الكلمات التي تُقرأُ في وجوه المُغادرين..
عيناي لا تلمحُ إلا طيفيَ الشاحب ،والليلُ غافٍ على فراشهِ الخشن..هجعتُهُ باردة ينقصها الأمان..
مدّدت جسدي على مقعد الصمت..مُحتضنةً حقيبةَ الزمن، وبجانبي أكواب القهوة الفارغة وبعض أغلفة البسكويت ،ورجل الساعة العجوز مازال يمشي على عكّاز انتظاري..
أبحث عن شيءٍ ما يُبهرُني...وأنا التي لم يعد يُبهرها في الحياة سوى عينيك و غلافِ كتابٍ جديد..حتى الشِّعر ما عاد يُبهرني..ربما لأننا استهلكناهُ حزناً وشوقاً ودموعاً..
ولأننا أحرقنا السنين أحلاماً بلا مأوى ؛فقد أنهيتُ أحلامي على عتبتكَ..راضيةً لا مُرغمة..!! واكتفيتُ من الدنيا بك...
في كلِّ يومٍ أحمل حقيبتي وأنتظر على المرفأ..أنتظرك أنتَ فقط..ولا شيء إلاك
؛فالوطن ضائع..والآمال ضائعة..والحروف مُنهكات
والطفلةُ الصغيرة مازالت أمُّها تخاف على عينيها من ضعف النظر..كلما رأتها تقرأ!!
..وعجباً للوقت..إذ استمهلناهُ قَصُر وإذا استعجلناهُ طال


ندى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدهر الجهنمي

ردي على قصيدة (إلهي أبعد الواشين عني) للشاعرة الكبيرة (زاهية بنت البحر)

مُجاراتي لقصيدة (تعالَ) للشاعرة القديرة عطاف سالم..